خطوبة في اللغة هي طلب يد الفتاة من أهلها للزواج، وفترة الخطوبة هي تلك الفترة التي تسبق الزواج، والتي يتم خلالها طلب يد الفتاة من أهلها، والاتفاق على المهر ومشتقاته وكتابة العقد الشرعي الصحيح، وكل ما يتعلق بأمور الزواج.
وقد تطول فترة الخطوبة أو تقصر، ولكنها تظل في مجتمعنا تحمل معنى واحدا هو عدم خروج المخطوبَين معاً إلا بعد الزواج، وهذا الكلام لا ينطبق على العصر الذي نعيش فيه والذي بلغ فيه الناس شأوا بعيدا في تقليد مساويء الغرب وحضارتهم الفاسدة.
وفترة الخطوبة إذا كانت قصيرة تكون أفضل لأنها إذا طالت يدخلها الحسد والفتنة وتروج فيها الشائعات الكاذبة التي تهدف لفسخ الخطوبة والتفريق بين الطرفين ناهيك عما يُروج في مجتمعنا من أعمال السحر والشعوذة وهي وإن كانت أعمالاً باطلة إلا أنها تترك أثراً سيئاً في نفس الخطيبين.
وإذا كانت الفتاة جميلة فغالبا ما يحاول أبناء عمومتها منع زواجها من غيرهم، حتى لو كانوا متزوجين، لأنهم لا يحبون أن يستأثر بهذا الجمال أحدٌ غيرهم، لأنها ابنة عمهم وهم أولى بها ,ويكون نصيب من يتقدم لخطبتها من غيرهم الرفض والطرد وليس غير ذلك.
أما إذا كبرت الفتاة ولم يتقدم أحد من العائلة لطلب يدها لسبب من الأسباب كأن يكون أقاربها متزوجين، أو أن يكون لأبيها عدد من البنات زوج بعضهن وظل عنده عدد منهن بلا زواج، فحينها لا يبقى أمام الأب إلا أن يزوج ابنته لكل من يتقدم لها من العائلات الأخرى إذا كان الخاطب على المستوى الذي يكفل لها زواجاً مريحاً وحياة هانئة.
وإذا حدث مثل هذا الزواج خارج نطاق العائلة فتكون الفتاة بذلك قد تزوجت "غريبة"، ولا بد للغريبة أن تكون على مستوى خلقي لائق يخولها العيش مع عائلتها الجديدة والتأقلم مع ظروفٍ لم تكن تألفها من قبل ولا بد لها أن تستر وجهها ووجه أهلها بتصرفاتها لدى تلك العائلة وألاّ تنقل عنهم إلاّ كل خيروكل صورة حسنة حتى لا يُنظر لها باحتقار وازدراء.