اليكم قصة رجل أدرك قيمة زوجته بعد فوات الأوان
مند تسع سنوات تزوجت من شابة في العشرين من عمرها ابتسامجميلة جدا وأخلاقها عالية, وجدت فيها كل ما تمنيت في زوجتي التي سأقضي معها بقية حياتي.
وبعد سنة رزقنا بطفل بسام فتضاعفت فرحتنا بمولود يملأ حياتنا بهجة وسرورا , وكان يكبر أمام أعيننا وكلما كبر قليلا كبرت المسافة بيني وبين زوجتي بانشغالها معه خصوصا عندما أصبح يدرس .
وبعد تسع سنوات من زواجي بدأت أبحث عمن تملأ حياتي بهجة وسرورا من جديد فأنا لم أعتد على الرتابة التي أصبحت أحسها مع زوجتي .
وفعلا وجدت رباب شابة رشيقة أنيقة تعرف كيف تستمتع وتمتع من حولها , استرجعت معها ذكريات عشتها مند سنوات.
شهراً بعد شهر يزداد تعلقي برباب فقررت أن نتزوج وطلبت منها الزواج فوافقت وفرحت كثيرا ولم يتبقى سوى موافقة زوجتي,عندما عدت إلى البيت وجدت ابتسام مرتدية ثوبا جديدا ومتعطرة بنفس العطر الذي كانت تضعه في بداية زواجنا فأنا لم أنسى رائحته حتى اليوم واستقبلتني كعادتها لكن ما ألاحظه أن ابننا بسام لا يلعب في البيت كعادته وعندما سألتها قالت أنه نائم بعدما تناول طعام العشاء.
دخلت غرفة النوم لأغير ثيابي فصعقت ما هدا شموع وأزهار والغرفة معطرة بنفس عطر زوجتي ,كل هدا لا يتلاءم مع الخبر الذي سأزفه لها مدا أفعل؟ ترددت قليلا لكن سرعان ما تذكرت رباب حبيبتي التي لا يمكنني الاستغناء عنها فقررت أن أفاتح ابتسام في الموضوع.
فادي: ابتسام أريد أن نتحدث قليلا .
ابتسام:نعم يا زوجي العزيز أنا أصغي لكن دعني أقول لك كل عام وأنت بألف خير
فادي: ( مستغربا) اليوم ليس عيد ميلادي
ابتسام: ( مع ابتسامة خفيفة) اليوم عيد زواجنا كنت أعلم انك نسيت كعادتك
فادي: (مترددا) أريد أن..أن
ابتسام :ماذا بك ولمدا تتكلم هكذا
فادي: قررت أن أتزوج
أبتسام: (ضحكت) تميزت دائما بروح الدعابة و لم تتغير
فادي : لا أنا جاد في ما أقول لقد أحسست في السنوات الأخيرة بالملل والكآبة وأنت ابتعدتي عني كثيراً وأهملتني وأهملتي في مظهرك ورشاقتك و ...(قاطعته ابتسام) .
ابتسام: لحظة يا عزيزي لا تكمل يبدو أنك قد اتخذت القرار الذي أنت تراه مناسبا لكن في الوقت غير المناسب وأيضا لن يجدي كلامي معك فكما عودتك طيلة هته السنوات أسمع وأطيع لأنني أحبك ولا أستطيع عصيانك في أمر .
فادي : (فرحا) حقا أليس لديكي اعتراض؟ هل ستوقعين لي أوراق موافقتك على زواجي؟
ابتسام: نعم.لكن ليس الآن
فادي : متى
ابتسام : عند نهاية الموسم الدراسي فكما تعلم ابننا مازال صغيرا وعنده امتحانات وقرار طلاقنا وزواجك من أخرى سيؤثر عليه كثيراً
فادي: طلاقنا ؟ ومن قال أننا سننفصل
ابتسام:يا روح فؤادي أنا لا أقبل مقاسمتك مع امرأة أخرى ...المهم أن تجد أنت راحتك وسأكون سعيدة ,أعطني مهلة لحين انتهاء امتحاناتبسام
وسأفند كل ما تطلب لطن أرجوك لا أريده أن يحس بشيء.
فادي: حسنا أنا موافق
ابتسام :أريد أن أطلب منك أخر طلب
فادي : ( بعد تفكير) تفضلي
ابتسام:أريدك أن تحملني كل يوم بين ذراعيك من غرفة النوم مرورا بغرفة بسام وكل غرفة في المنزل وصولا إلى المطبخ وبعد أن أعد طعام الإفطار نتناوله سويا وتحملني بين ذراعيك إلى باب شقتنا لأودعك قبل ذهابك إلى عملك لكي يحس طفلنا بدفء الأسرة لآخر مرة.
فادي: ليس لدي أي اعتراض.
وبعد هدا الحوار الذي استمر حتى منتصف الليل خلدنا للنوم وأنا أفكر برباب وأنتظر متى تشرق الشمس كي أزف لها الخبر موافقة ابتسام على زواجنا .
وفي الصباح أيقظتني ابتسام بصوتها العذب الساحر, وهي تقول: فادي استيقظ أشرقت الشمس هيا لننفذ ما اتفقنا عليه.
قمت فرحا مترقبا متى ستنتهي هده المسرحية وأذهب عند رباب
ابتسام:هيا يا عزيزي احملني بين ذراعيك.
فادي: ( يحاول أن يحملها ) أنتي ثقيلة جدا.كم ازداد وزنك؟
حاولت وحاولت أخيرا استطعت حملها أصبحت ثقيلة جداً
وخرجنا من غرفة النوم مروراً بغرفة بسام وإذا به يخرج من الغرفة.
ويراني حاملا أمه بين ذراعي .
بسام: يا سلام أبي يحمل أمي مثل ما أراه في الأفلام وتعالت ضحكاته وهو يقفز هنا وهناك وبعد أن وصلنا إلى المطبخ حظرت المائدة مع بسام بينما ابتسام تحظر الإفطار, ونحن نفطر لم تغب ابتسامة ابتسام وكأنني لم أقل لها شيء وكان ابننا فرحا على غير العادة لما رآه قرب غرفته .
انهينا إفطارنا وحملتها مرة أخرى إلى باب الشقة وودعتني أنا وبسام ,بعد أن أوصلت بسام إلى المدرسة اتصلت برباب وواعدتها أن نلتقي بعد انتهاء الدوام لأطلعها على المستجدات .
مرت ثلاثة أشهر علاقتي برباب كما هي وكدالك واتفاقنا أنا وابتسام لازال قائما لكن لاحظت أن وزنها في تناقص مستمر .هل لأنني قلت لها وزنكي زائد كثيراً اتبعت حمية؟أو قرار زواجي هو السبب؟
لا يهمني المهم أن كل شيء على ما يرام وسعادتي ليس لها مثيل مع حبيبتي .
لم يبقى سوى أسبوع من الموعد المرتقب وكالعادة ابتسام تستسقظ قبلي وتوقظني لكنها اليوم ترتدي فستان من الفساتين التي كانت ترتديها في شهر العسل ما كل هدا الجمال والأنوثة .اقتربت منها وحملتها وقع مشبك شعرها تبارك الخلاق شعرها أسود كاحل ناعم كالحرير, أين كان عقلي عندما خنتها ؟
لا لا فرباب لا تستحق أن أفعل بها هدا
وهل ابتسام تستحق؟
مررنا بغرفة بسام كالعادة وتبعنا بضحكاته المتعالية ...ومر كل شيء كالمعتاد.
في هدا الأسبوع قللت من مقابلاتي مع رباب لأجلس قليلا وأتحدث مع ابني وزوجتي.وفي كل صباح ترتدي ابتسام أحد فساتينها التي تذكرني باول أيامنا معاً.
وفي أخر يوم من امتحانات بسام, أيقظتني كالعادة وكانت ترتدي فستان الزفاف هو نعم هو كيف أنسا دلك اليوم الدي جمعني بمحبوبتي على سنة الله ورسوله دلك اليوم عندما تواعدنا بالبقاء سويا في السراء والضراء,
بينما كان عقلي غارقاًً بين الذكريات زلت قدمي وكدت أن أقع وابتسام بين يدي خافت ابتسام وضمنتي لفت ذراعيها حول عنقي بكل رقة وحنان شممت رائحة شعرها وعطرها وأحسست بأنفاسها بعدما وضعت رأسها على كتفي ورأيت بريق عينيها التي يمتزج فيها الحب والارتياح لأنها بين ذراعي . لاحظت ان وزنها أصبح خفيفا أحسست بإرهاقها وتعبها لم أعتد رأيتها هكذا أوصلتها للمطبخ .
ابتسام:فادي أيمكنك مساعدتي في تحضير الطعام؟
فادي: نعم بكل سرور
أنهينا إعداد الطعام حضرنا الطاولة معاً ,ومر كل شيء كالعادة لكن أنا على غير عادتي تمنيت أن يتوقف الزمن لأقر عيناي بالنظر إلى أجمل أنثى .
بعد انتهاء طعام الإفطار ذهبت عند رباب طرقت الباب خرجت والفرحة في عينيها
رباب:أخيراً أخيراً سنتزوج .
فادي: آسف لقد غيرت رأيي زوجتي وابني في حاجتي ولا أستطيع التخلي عنهما وأبيع عشرة سنين بسهولة.
رباب: بسهولة؟ والسهل هو أن تتركني ليس من الصعب عليك أن تتركني نسيت كل شيء ببساطة.
فادي: وداعا يا رباب.
رباب: (تنادي) ...فادي .
التفت عندها
فادي : نعم (صفعته رباب وهي تبكي ثم أغلقت الباب)
نزلت الدرج وأنا أفكر في زوجتي والخبر الذي سيفاجئها ,ركبت السيارة وتوجهت إلى أقرب بائع أزهار وابتعت ورودا حمراء إنها المفضلة عندابتسام.
عندما وصلت إلى البيت فتحت الباب وأنا أنادي ابتسام حبيبتي أين أنتي يا مهجة قلبي ابتسام.
بحثت عنها في المطبخ وفي الصالة وكل الغرف وأخيرا وجدتها في غرفة النوم مستلقية على السرير مرتدية فستان الزفاف وشعرها يغطي المخدة ورائحة العطر تملأ أرجاء الغرفة ,ابتسام أنتي نائمة أفيقي لتسمعي قراري لن أتزوج أخرى لقد عرفت السر هيا أفيقي يا عزيزتي لأطلعك على السر, أخيراً أدركت أن تغيرك كان مع مرور الوقت عاديا والملل كان يمكننا التغلب عليه بالقضاء على الروتين كما فعلنا في الأشهر الأخير لقد اشتقت إليك ابتسام وفهمت لمدا اشترطت أن أحملك كل يوم.يقال أن الحب يموت بعد ثلاث سنوات لكن اكتشفت انه يموت في القلوب التي لا تعرف الحب الحقيقي أما نحن فقلوبنا لن تخضع للملل والروتين.
(يتقفد ابتسام)
لقد ماتت ابتسام,وانطفأت ابتسامة فؤاد ثم بكى بكاء مريرا لكن في الوقت غير المناسب عرف قيمة زوجته.,,انتهت حكايتي لكن لم تنتهي قصص الأزواج الدين ألهتهم مشاغل الحياة عن أسرهم وزوجاتهم ودائما يلقون باللوم على المرأة,دعوة لمراجعة سلوككم وتصرفاتكم.
كان هدفي من كتابة القصة تسليط الضوء على عدة نقط لا نراها في حياتنا الزوجية أمور نضنها تافهة وصغيرة لكن هي كبيرة ومهمة ومفعولها ساري مدى الحياة.
كتبت بعجالة وأتأسف إن كان أي شيء في غير مكانه لكن أعدكم بالجديد والمفيد,استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.