|
تضيف فؤاد أن الزوج الخائن يصبح في نظر زوجته كالمبنى الآيل للسقوط، بالتالي عليها العمل على إصلاحه وترميمه، كيف؟ بأن تتجاهل خيانته لها وتتعامل مع الأمر بشكل طبيعي من دون أن تشعره باكتشافها خيانته، للإفساح في المجال أمامه للعودة إلى أسرته بروح جديدة وبدء صفحة بيضاء لا خيانة فيها ولا إهمال لبيته. ذلك كلّه حرصاً على استمرارية الحياة الأسرية وكي لا يلجأ الزوج إلى الكذب. تؤكد فؤاد أن تجاهل الزوجة الخيانة ليس ضعفاً وخنوعاً، كما يعتقد البعض باعتبار أنها لم تنتصر لكرامتها التي امتهنها زوجها، بل يبرهن عن قوة شخصيتها وحكمتها في التعامل مع الأمور، لا سيما أن المصارحات بالخيانة من شأنها تدمير الأسرة. يضيف منصور أن التجاهل أحد أنسب الحلول عند اكتشاف المرأة خيانة زوجها، لأن الشجار وتبادل الاتهامات عواقبهما سيئة على الأسرة، «على الزوجة اكتشاف أخطائها، فإذا عاد الزوج إلى رشده وصوابه تنسى أمر الخيانة وتفتح صفحة جديدة في حياتهما الزوجية». ينصح منصور الزوجة بأن تستعمل ذكاءها وحسن إدارتها للأمور لجذب زوجها إليها وتشجيعه على تمضية أكبر وقت ممكن في البيت. ويرى أن المكاشفة هي الحلّ الأخير أمامها، لأنها قد تؤدي إما إلى الطلاق أو الى وعد زائف من الزوج بعدم الخيانة واحترافه الكذب على زوجته ليداري خيانته لها. يشير منصور إلى ضرورة انتباه الزوجين الى اختيار أصدقائهما والحذر ممن يعمل على تعكير صفو العلاقة بينهما، وهذا الأمر يطاول الزوج والزوجة، وإجراء وقفة مع النفس، فإذا وجد أحدهما أن ثمة تقصيراً منه نحو الطرف الآخر أصلح نفسه وأعاد ترتيب حياته. يشدد منصور على توافر عامل الثقة بين الزوجين وألا تدع المرأة للشك مكاناً طالما أن زوجها عاد إليها وأظهر ندمه على خطئه وقرر الإخلاص لها مجدداً، لكنه يلاحظ في هذا السياق أن «المرأة بمجرد اكتشافها خيانة زوجها لها تعتبر أن من حقها ملاحقته ومراقبته والتجسس عليه واختراق خصوصياته، ما يحوِّل الحياة الزوجية إلى جحيم ويُعقِّد الأمور ولا يحلّها». يعزو الشخص الخيانة إلى أسباب عدة من بينها: سوء الاختيار، تنشئة الزوج ونظرته إلى الحياة الزوجية، العلاقة القائمة بين والديه، ضعف شخصيته، رغبته في التغيير، افتقاره إلى القيم وعدم التزامه دينياً، عدم توافر الإشباع النفسي والجنسي له داخل الأسرة. يرى الشخص أن الزوجة العاقلة تبحث عن نواحي النقص لديها وأوجه القصور لتداركها من دون ادعاء الكمال وتتفانى في إرضاء زوجها، لتقطع عليه البحث عن إشباع النقص الذي يشعر به مع امرأة أخرى، بالتالي تعدل من نفسها تدريجاً وتلفت انتباهه إليها بشتى الصور ليعود إليها. يشير الشخص إلى أن تجاهل الزوجة خيانة زوجها يعتبر في غالبية الحالات ضعفاً منها، في حين أنها تضطر إلى ذلك خوفاً على استقرار حياتها الزوجية خصوصاً عند وجود أطفال، ولعجزها عن تحمّل مسؤولياتهم إذا وقع الطلاق، وثمة حالات يكون التجاهل فيها حكمة من المرأة لا سيما إذا كانت على ثقة بأن زوجها لا يستطيع الاستغناء عنها وعن أولاده. يشير بدر إلى ضرورة أن تواجه الزوجة تصرفات زوجها المشينة، كي لا يتمادى في تصرفاته غير المقبولة، ويعتبر أن المصارحة بين الزوجين مهمة وضرورية ليتعهد كل منهما بعدم تكرار الأخطاء، سواء الإهمال منها أو الخيانة منه، «فإذا قررت الزوجة إصلاح نفسها وإرضاء زوجها، فالأفضل عدم معاتبته على خيانته وإخفاء معرفتها بالأمر، لكن يجب أن تكون حذرة وتجعل زوجها تحت نظرها وتبحث عن السبب الذي دفعه إلى خيانتها وتعالجه». أخيراً، يشدّد د. محمد خطاب، أستاذ التحليل النفسي في كلية الآداب في جامعة عين شمس، على ضرورة أن تتجاهل الزوجة سلوكيات زوجها الخاطئة وخياناته وتتحاشى المصارحة وتكتفي بالتلميحات، أو تذكر موقفاً مشابهاً لما حدث بأن إحدى صديقاتها تعرضت لخيانة زوجها لها وتناقش معه هذه المسألة عله يعود إلى صوابه، إنما يجب اختيار الوقت المناسب والطريقة المناسبة ليتم التفاهم بهدوء ويصغي الزوج إلى كلامها ويتحقق الهدف. يضيف خطاب أن الزوج الخائن لا يعتبر مريضاً نفسياً لكنه يفتقد إلى أمر ما وعلى الزوجة أن تتحلى بالصبر ومعالجة الأمر بالتودد إليه. |